فارغاً كالصدى، عارياً كالخُرافة لعبدالرحمن حسن
بودكاست صدى
3 minutes 25 seconds
1 year ago
فارغاً كالصدى، عارياً كالخُرافة لعبدالرحمن حسن
قصيدة فارغاً كالصدى، عارياً كالخرافة:
خرافتُهُ تقولُ لهُ تجلّى
ونبرةُ خافِقَيْهِ تقولُ كلّا
وسيرتُهُ التي انْبجَسَتْ سراباً
عبيراً أسوداً مازالَ يُملى
على الأوراقِ حتّى صارَ كُحلاً
لعينيها فما أقسى وأحلى
وما أشقاهُ في الأحلامِ ينأى
ويدنو والصّدى أعلى وأعلى
ينامُ ولا ينامُ فكيفَ ينْسى
ويَتْرُكُ نُطفةً في الحُلمِ حُبْلى
يسمّي القدحةَ الأولى شراراً
وناراً كلّما صقلتْهُ صلّى
وأوعزَ للطيورِ بأنْ تغنّي
وتأكلَ ما تبقّى منْهُ فَضْلا
يضيقُ بهِ السؤالُ يصيرُ ذنباً
يلاحقُهُ إلى المعنى وظِلّا
وتخْنُقُهُ العِبارةُ تزْدريهِ
وتنسى أنّ للصلْصالِ شكْلا
يُرتّبُهُ المجازُ بلا دليلٍ
وتُقْلقُهُ الفواصلُ ..( لو )..( لعلَّ)
خُرافيّاً سماويّاً إذا ما
تراءى نجمةً مِنْها أطَلَّ
وشقّ بنورِهِ الصوفىِّ غيباً
يليقُ بحزنِهِ إذْ ليسَ إلّا
مقامٌ واحدٌ حتّى تُواري
بدايتَهُ نهايتُهُ ويُبلى
بما تُبلى بهِ هذي المرايا
ويلقى حدسَهُ ضالاً مُضلّا
مزيدٌ منْهُ لا يكفي ليبقى
ضبابيّاً فكيفَ إذا تخلّى؟
وكيفَ إذا أرادَ الماءَ برداً
على الكلماتِ إنْ جاءتْهُ ثكلى
تشكّلُهُ الجحيمُ على هواها
فينسى شكلَهُ ويعودُ طفلا
ويتركُ قلبَهُ صيداً ثميناً
لأولِ عابرٍ سيراهُ سهْلا
أصابعهُ استوتْ في الّلحن لكنْ
لهُ بَصَماتُهُ في الغيبِ تُتْلى
ورقصتُهُ على الكثبانِ ليستْ
كرقصتِهِ على غصنٍ تَدلّى
وفرحتُهُ بأُنثى لا تساوي
جمالَ الفرحةِ الكُبرى بليلى
فلو شاءتْ خرافتُهُ لعاشتْ
ولكنْ خوفُهُ في السّطرِ أوْلى
ولو شاءَ القصيدةَ لاصْطفاها
وألقى طفلَها في اليمِّ كهْلا
فقدْ ينساهُ في التابوتِ موتٌ
ولكن هلْ سينجو؟ .. ثُمَّ كلّا
صدى على تويتر :
https://twitter.com/sada_podcast_
Back to Episodes