هذه الأيام التي تتوالى علينا كظلام دامس و المرهقة إلى حد نكاد نجزم بأنها النهاية، نهاية الطريق و المشوار. نحاول جاهدين البحث عن بصيص من الأمل يعدنا بالنور من جديد لكن من دون جدوى ، حتى نشعر بأنها الوقعة الأخيرة التي لا مفر منها، فحتى أضلعنا أوثقها الخوف بإحكام و منعها من الحركة...   الأزمات التي تتكدس فيها الأحداث فجأة داخل مفاصلك كالصدأ ويكثر عليك التشويش من كل مكان، و تتراكم الأفكار داخل عقلك. تتراقص فيها الجزيئات من حولك و تتحول إلى فوضى تبقى فرصة عظيمة من أجل إحياء كل الأشياء التي ماتت فيا و لننعزل في صمت مع ذواتنا بعد أن بلغنا أقصانا. كثير منا يرى في هذه العزلة ملاذه الذي يهرول إليه كلما ضاقت به الحياة أوكلما احتاج إلى ترتيب أفكاره و تصفية ذهنه من مخلفات الأيام... بعيدا عن العالم الخارجي الذي يفرض التصنع و الالتزام بالقوانين، و بروتوكول الضيافة و الزيارة، و ضرورة الحضور و المناقشة و الاستماع... و أحيانا كثيرة يحدث هذا على حساب وقتك و طاقتك و قدرتك على تحمل ما يفوقك و يتجاوزك. . بقلم هبة يقيني . المصادر الموسيقية : طلال مداح | زمان الصمت فيروز | يا سنين اللي رحتي ارجعيلي