كيف أن الترحم على من كفر بالله أو ألحد هو من سوء الظن و حسن الظن بمن كفر بالله.هل يجوز الترحم على ستيفن هوكينغ و غيره من الكفار و الملحدين؟
هذه ظاهرة نفسية مرضية يعرفها المعالجون النفسيون بالخلل الإدراكي، ومن أعراضها الفلترة الذهنية، وهي عدم قدرة الفرد على ملاحظة النواحي الإيجابية في حياته بسبب انشغال ذهنه بمعكر بسيط نسبيا
قصيدة صغتها في لحظات صعبة من بلاء، وجهتها لنفسي أولا لأكبت شيطانها وأقمع بوادر التململ منها، ثم أوجهها صرخة للشاكي المتأفف من القدر، صرخة منه إليه...صرخة تصرخها أعضاؤه والأيام الجميلة في حياته والنعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليه لكن الطبع اللئيم أنساه ذلك كله وانشغل بالتململ من البلاء، وكأنه يرى أن الله منعه ما يستحقه من نعمة!
جميل أن نكون أوفياء أصحاب حياء شكورين ودودين معترفين بالإحسان والامتنان مع البشر... لكن الأجمل والأَولى والأحق أن نكون.
كتبتها في الأسر، وهي أحب قصائدي إلي. موجهة لكل من طال بلاؤه لتبعث في نفسه الأمل واليقين والرضا وتستجيش مشاعر المحبة لله تعالى.
ليس هذا الكلام للعصاة فقط، فليس منا أحد في قلبه حياة إلا ويعلم من نفسه أشياء يحب أن يسترها الله تعالى....ماذا تفعل حتى يتواصل ستر الله عليك في الدنيا والآخرة؟
قد تقول في نفسك...لكن هناك بلايا لا نرى فيها لطفا...فأين اللطف فيما يحصل مع إخواننا في سوريا وهم تنتهك حرماتهم ويعذبون ويحرقون ويدفنون أحياء؟ فالجواب: بل أعظم مظاهر اللطف نراها في بلائهم! ألا وهو...
لا تسهم في النار التي أوقدت لإخوانك في سوريا ولو بنفخة! ولو بنفخة...كلما حلت كارثة بحثنا عن حل خارق سريع. نتهرب من الحقيقة...أنه لا بد من إصلاح أوضاعنا بنفس طويل...
نحن عندما رضينا بالله ربا نعلم هذا كله. رضينا برب يبتلي ببلايا عظيمة، لكنه يصبر المؤمن عليها ويثيبه عليها ما يجعله يتمنى...أخي هل تتمنى أن يحصل معك كما يحصل مع أهل سوريا؟ لعلك انتفضت واقشعر بدنك من هذا السؤال. في الواقع: ستتمنى ذلك يوما من الأيام! والذي أخبرك بهذا هو الصادق المصدوق رسول الله حيث قال....
المشاعر السلبية ذاتها...إن تركتها نخرت وعكرت وأفسدت ودمرت، وإن تعاملت معها بشكل سليم تحولت إلى قوة إيجابية دافعة، وإلى محبة ويقين...وبهذا تقلب سلاح الشيطان عليه...
ماذا يريد الشيطان من هذا؟ يريد أن يوقعك في الاكتئاب! الاكتئابِ الذي يشل إرادتك عن إصلاح وضعك والعودة إلى ربك؟ هناك مصطلحات علمية توصف بها أعراض الاكتئاب المرضي. منها الشعور العميق بالحزن وشعور مبالغ فيه بالذنب (exaggerated sense of guilt)، وانعدامِ القيمة (worthlessness)، ونقصُ الدافعية (lack of motivation)...
أنت في الأوضاع الاعتيادية عندما تحس بالفرح فإنك قد تعزو هذا الفرح إلى الأسباب المادية...صحتك، مالك، مكانتك، زوجتك، أولادك، ما تتلذذ به من طعام وشراب...لكن عندما تكون في بلاء شديد وتفقد كثيرا من الأسباب المادية ومع ذلك تحس فجأة بالفرح، فإنك تدرك حينئذ أن هذه الفرحة ما هي إلا من رحمة الله وبرحمة الله...واحة تجدها وسط صحراء العناء. هذه رحمة الله يا إخواني وأخواتي. أرجو أن تكونوا قد طمعتم فيها...طيب، ماذا نفعل حتى نحصلها؟
لكن ما نلبث أن يعترينا الخوف ويتراءى لنا شبح اليأس عندما نفكر في أن بلاءنا سيطول ويشتد. نخاف حينئذ ! لأننا ننظر في جوانب أنفسنا وحناياها فلا نجد فيها ما يعول عليه أن يصبرنا إذا وصل البلاء إلى الدرجة المخوفة. نتعامل مع المسألة بطريقة رياضية ... فإن كانت المصيبة مرضاً يخشى أن يؤدي إلى العمى مثلاً فإنا نعقد المعادلة التالية لتخيل المستقبل : أنا- بصر=إنسان تعيس إنها ليست نفسك البشرية الضعيفة التي يعول عليها أن تختلق الصبر وتخوض المعركة!
تصور أنك رأيت إنسانا لا تعرفه، فتبسمت في وجهه، ثم نسيت الموقف. فإذا بهذا الشخص يهديك سيارة ويقول لك: لن أنسى بسمتك. لقد أحسست فيها بمحبتك الصادقة لي. ثم بقي يتصل بك يشكرك على ابتسامتك. وقعت في مأزق فساعدك وسعى معك بوقته وجهده وماله. مرضت فزارك وأطعمك بيده.
انظر إلى الابتلاء بإيجابية، لا على أنه عقوبة محضة، بل هو بشكل من الأشكال تودد من الله. إذن، لا تستغرب من عنوان هذه الحلقة: (الله يتودد إلينا بالبلاء). رأى منا غفلة عنه وجفافا في عاطفتنا تجاهه، فابتلى لنراجع أنفسنا، فنستحي، فنحب، ونتودد لله رب العالمين.
تعالوا نتأمل حكمة الله تعالى في تقدير مدة البلاء، كيف يربي عباده ويثيبهم ويعلمهم الصبر، لكنه لا يطيل البلاء إلى حد يضيع معه المؤمن ما حصله من أجر في محنته. كيف يزيل الله تعالى الغرور من نفوس المؤمنين فيمنعهم من أن يعجبوا بأنفسهم وينسبوا الفضل في الصبر إلى ذواتهم؟ الإجابة في هذه الحلقة من سلسلة فن إحسان الظن بالله تعالى.
هذه الحلقة السابعة من سلسلة فن إحسان الظن بالله. فيها متابعة لموضوع محبة الله تعالى وبناء هذه المحبة على أسس سليمة. ذكرنا في الحلقات السابقة من الأسس التي نبني عليها محبة الله تعالى تأمل أسماء الله وصفاته، ومنها صفة حكمة الله تعالى. تعاوا نتأمل حكمة الله في ابتلائه بعض المؤمنين ابتلاء شديدا...كيف يصبر هؤلاء! هل يبتلي الله عباده المؤمنين بقواصم ظهر لا يتحملونها؟ ماذا تقول لنفسك إذا تشككت في الحكمة عندما ترى معاناة بعض المسلمين؟ تابعوا معنا الأجوبة في هذه الحلقة.
ذكرنا في المحاضرة الماضية أن تأمل أسماء الله وصفاته من أهم أسباب محبته تعالى. نبدأ في هذه الحلقة مع صفة حكمة الله. وسنرى كيف أن اختيار الله تعالى للعبد أحسن من اختيار العبد لنفسه. فإن وفقك الله للفهم ستفرح انه لم يعطك ما تمنيته في كثير من المواطن
لماذا نحب الله تعالى؟ كيف نبني حبنا لله تعالى على أسس سليمة لا تتأثر بالظروف؟